Ambiguous Spirit

Hallucinations of a Lost Spirit

ليومين لم أغادر غرفتي .. كنت متقوقعا فيه أحاول النوم وأتسلى بين الفترة والأخرى بقرائة مدونات الرائعين ..

اليوم وبينما أنا على نفس الحال فاجأتني عدة طرقات على الباب .. تجاهلتها فلا أريد أن أعكر مزاج أحد ببؤسي الذي كنت أشعر به ..
تكرر الطرق فأستحيت أن لا اجيب .. قلت نعم ظنًا مني أنه زميلي السعودي في الشقه .. ولكن تفأجأت بأحد ممن أعرف من زملائي في الجامعه من الأصول الهندية وأصحاب الجواز البريطاني يدخل علي ..

دخل وسأل عن الأحوال والأخبار وأنا لا زلت راقدا على سريري متغطيًا ب "شرشف" .. قلت له أني سأخرج لأجلس معه في الصاله .. كانت أكثر طريقة لطيفة وجدتها لأقول له أخرج من الغرفه ..

وهنالك سببان : الأول هو أني لا أحب أن يدخل أي كان غرفة نومي .. فأنا شديد الإهتمام بالحفاظ على خصوصيتي ووضع حدود واضحه في علاقاتي .. والآخر وهو المحرج أنني كنت تحت "الشرشف" بملابسي الداخليه فقط .. فقد نزعت ملابسي محاولة مني في التخفيف من الحمى التي لا تود أن تفارقني ..

بقى لعدة دقائق يتحدث عن ملله بعد أنتهاء الجامعه وإنقضاء فترة الجهد المتواصل .. بعدها شرح لي أنه كان خارجًا للسوق ومر على مبناي فأتى للسلام .. لطيفٌ جدًا زميلي هذا وهو واحد من المتفوقين على مستوى دفعتنا .. كنا نقضي وقتا طويلًا معًا في استذكار دروسنا وانجاز تقارير الجامعه معًا .. لا سيما قبل أن يشتد علي المرض ..

خرج بعدها وودعته وانا لا زلت مختبئا تحت شرشفي .. وكنت محرجًا من عدم مرافقتي له إلى باب الشقه كما يتوجب علي .. لذا قمت من فوري واتصلت به هاتفيا وشرحت له الموضوع كاملا ولمته على عدم نباهته وقلة فهمه لمقصدي من الجملة التي طلبت فيها منه الخروج .. ضحك كثيرًا .. ولأكمل إعتذاري طلبت منه أن ينتظرني دقائق معدوده بينما ألبس لأرافقه إلى السوق بدل أن يذهب وحيدًا ..

وصلنا إلى السوق ودخل إلى محل حلاقة ليخفف شعره .. انتظرنا فترة طويلة كنا نناقش فيها مخططاته المستقبليه بالسفر إلى السعوديه للعمل هناك في "أرامكوا" وكذلك تحدثنا عن أمور عدة أخرى كالفرق بين المنهجيه في تفكير الشعوب المختلفه نسبة إلى مدى نضجها ثقافيا وتاريخيا .. وكذلك كيف أن الجامعه تهيء للفرد الفرصه بأن يلتقي بأفراد من خلفيات متعدده يحمل كل منهم فكرا وثقافة تختلف عن ما يعده الإنسان في مجتمعه .. (سأعود يوما للكتابة عن من إلتقيتهم في هذا البلد ..)

عندما جاء دوره فكرت كثيرًا في أنني سأشتاق للجلوس والنقاش معه .. هو وقلائل أعرفهم هنا .. نادرًا ما ألتقي بمن هو في سني ويحمل نضجًا كافيًا ووافرًا من الثقافه تيجعله قادرًا على نقاش مواضيع ذات أهميه وإبداء رأيه .. أغلب من ألتقيتهم يحبون قضاء الوقت في لعب الكرة (التي لا أطيقها وإلى اليوم لا أعرف ممارستها بطريقه صحيحه) أو تكون معضم أحاديثهم عن الجديد من الأفلام والسينما والأغاني وتفاصيل حياة الممثلين والمغنين ..

لا أدري ما تخبئه الأيام .. أشعر بشوق كبير لمعرفة إذا ما كان القدر سيمنحني الفرصة للقاء ونقاش شخوص استثنائيين جدد مستقبلًا ..


كونوا سعداء ..

أقولها وكُلي ألم .. كونوا سعداء
أتركوا الهموم ولا تورثوها لأبنائكم .. ولا تطاردوا الكمال، أو تزرعوا هذه الرغبه في من تؤول إليكم أمورهم .. عيشوا كل لحظة من عمركم، فكل لحظة غاليه .. قربوا إليكم كل من يشعركم بالسعادة .. وأجمعوا من الأصدقاء قدر ما تستطيعون ..





لا حاجة لأن تقرأوا ما بعد هذا السطر .. فهي قصة قد تكون مضجرة .. كتبتها لأخفف عن نفسي فأنا لا أجد من أشكو إليه سوى الله تعالى .. ولربما نفعت لتكون عبرة ..
اليوم ويوم أمس أنهيت آخر أختبارين لي في سنتي الجامعية الأخيرة .. يفترض بي أن أكون فرحًا سعيدًا، ولكنني على العكس من ذلك تمامًأ ..

في هذه الساعة سأكمل ثالث يومٍ لي دون نوم .. ولا أذكر أبدا متى نمت لأكثر من 4 ساعات في يوم .
لمدة طويلة كنت أعاني من آلام شديده في أنحاء جسدي تتفاوت شدتها بين الفينة والأخرى .. يصاحبها إرهاق شديد وأرق يستمر في بعض الأحيان لعدة أيام .. ومع مرور الأيام تزداد حدة الأعراض وشدتهما ..
بدأ الأمر بعد مرور سنتي الأولى في الغربه .. حينها حاولت التعامل مع الموضوع كما لو كان عارضًا سيمر .. ومهما تكرر كنت أحاول أن أضغط على نفسي وأتحمل كل ما أشعر به لأجل أن أتفوق في دراستي كما تعودت أن أفعل ..

زادت الأمور سوءًا بعد فتره .. فبدأت في مراجعة الإطباء .. وكانت الإجابة في كل مره أن ما أعانيه لربما يكون ناتجا عن سوء تغذية أو إجهاد .. مرت السنة الثانية على خير .. وحولت يومها أن اكون سعيدا بدرجة الأمتياز التي حصلت عليها وكوني من المتفوقين الأوائل في دفعتي .. لكن كنت أشعر بأن نجاحي ناقص، وأنه لولا حالتي الصحية لكنت قادرا على الحصول على أفضل منها ..

بدأت السنة الثانية وأستفحلت حالتي سوءًا .. راجعت الكثير من الأطباء وأنفقت من المال الكثير رغبة مني في الحصول على حل لمشكلتي، بل وتحملت الآلم فحوصات معينه قد تعود نفعًأ علي كان من ضمنها أخذ عينة من نخاع عظمي وأنا في كامل وعيي. أطباء مختلفين في عدة مستشفيات بدول مختلفه أكدوا لي أني في أفضل ما يكون .. وحين أعترضت على تشخيصهم بدأوا في محاولة إيهامي وعائلتي بأنني "أتوهم" هذه الآلام وأنه ينبغي علي أن ارى طبيبا نفسيا يزيل جنوني .. للأسف إقتنع أهلي بهذا التشخيص .. فتوقفت عن الشكوى إليهم رغم ما أشعر به .. أحتملت ذلك .. وأيقنت أن لا بد لي من تحقيق ما أصبوا إليه، وما يتوقعونه مني .. وفعلت ..

مرت ثلاث سنين .. وكل يوم يمضي يصبح أصعب وأصعب مما قبله .. توقفت عن الخروج في نزهات أو لقضاء الوقت مع من أعرف أو حتى للتبضع .. فوضعي لم يكن يسمح، بل وزادت المشكلة حدة إلى درجة أنني لم أكن قادرا على حضور معظم محاضراتي .. ومع ذلك حافظت على مستواي ..

هذه السنة كانت الأسوءا .. زادت شدة الآلم .. وطالت الفترات التي أعاني فيها من الآلام والأرق .. بدأت في البحث عما قد يكون سببا لمرضي .. فكما يقال " الإنسان طبيب نفسه " .. وحاولت الإنفاق على كل نوع من الأدوية قد يفيد لي .. ولم يجد ذلك نفعًا .. عاودت مراجعة الأطباء، وقادتني الصدف لأن ألتقي بطبيب أمضى معي ما يقارب النصف ساعة في نقاش ما أشعر به ووجدت أنه الأكثر تفهمًا ودراية من جميع من قابلتهم بل ومن من يفوقونه مؤهلا علميا .. كان هذا قبل حوالي الشهر ..

كشف لي بعد الإنتهاء من فحوصات معينه وبالإستماع إلى وصفي لأعراضي أنني مصاب بمرض لعين يلتهم دماغي وأعصابي .. يومها أحسست بأن الدنيا أظلمت وفي ذات الوقت كنت مرتاحًا لأنني عرفت سبب كل ما أشعر به .. حاولت أن اعرف أكثر عن مرضي منه لا سيما وأنه متخصص في دراسته ومحاولة فهمه .. وكان أكثر ما أود معرفته طريقة علاجه، وما هي المدة اللتي سأحتاجها حتى أعود صحيحا .. جاء رده للأسف صدمة اخرى .. فلا علاج له .. ولا يستطيع سوى أن يصف لي منوما قويا وبعض أدوية أخرى قد تفيد في تخفيف الآلآم ..
أشتريت تلك الأدوية من أقرب صيدليه .. صليت ركعتين لله تعالى ومن ثم نمت لست ساعات متواصله .. نهضت فرحًا بعدها .. فهي أول مرة أنام فيها لهكذا مدة .. ولكن فرحي لم يدم فقد عاودتني الآلآم وزادت شدتها لا سيما ذلك الألم الحاد بالأذنين والرأس ..

مرت بضعة ايام .. تلاشت خلالها فعالية المنوم .. وأضطر الطبيب لأن يصف لي ثلاثة أضعاف ما وصفه لي سابقا .. أنهيت أختبارين كانا الأسوءا خلال حياتي كلها .. تعودت ان لا تقل درجتي أكثر من عشر درجات من المائه في مراحلي التعليمية كلها .. وفي هذه الإختبارات أشك فعلا أن اتمكن على الحصول على أكثر من عشر درجات من المائة ..

أحس بكئآبة عميقه .. ولم أجد حولي لا صديقا ولا حتى من يخفف عني حزني ..

أتصلت بذاك الطبيب لأزوره لغرض الحديث فقط .. دار بيني وبينه نقاش طويل عن النظريات التي وضعها الأطباء الباحثون في هذا المرض حول أسبابه .. بإيجاز إحداها تعرض الإنسان لمرض شديد في فترة من فترات حياته تتلف بسببه أجزاء معبنه من الدماغ وتبقى آثر المرض حتى بعد زواله .. والأخرى تعرض الإنسان لفترة طويله من التوتر والضغط النفسي .. وكلاهما أراهما واقعيتين ..

الأسوءا من كل هذا أنه لا ينبغي لي أن أعلم أحدًا بما بي أو أشكو حتى أمي .. هكذا طلب مني والدي .. فمن حيث آتي حتى أبسط علامة على الضعف حتى في وجه الأمور البديهية كالمرض أو أي ما شابه كفيل بنبذ الفرد من من حوله، واستحقاره ..

لا أود الإطالة أكثر .. مهما حصل، وحتى إن خسرت كل شيء سعيت لتحقيقه فلن أترك ذلك سببا لأخسر باقي حياتي .. خسرت الكثير من طفولتي وضحيت بالكثير الكثير من اجل تحقيق هدف واحد الا وهو كسب رضى عائلتي ومن حولي، وإثبات جدارتي وأستحقاقي بالسعي دائما نحو الكمال في كل شيء ابدأء فيه .. أو أجبر على البدء فيه .. أعلم اليوم أن كل ذلك كان وهما .. كان لا بد لي من محاولة أن أسعى في شيء أحبه .. وإن نجحت فيه فذلك يعني أنني حققت النجاح في حياتي أيضا ..

سأعلم نفسي أن أشعر بالسعاده لسبب أو دون سبب .. سأعود طفلًا .. وأعيش طفولتي من جديد ..
سأحاول من اليوم أن أنظر إلى كل شيء نظرة تفاؤل .. مهما كان أسودًا .. بداية بهذا المرض.. لن أنظر إليه كحجر حطم كل ما بنيت .. بل كبداية جديده ..

لن أكمل درجة الماجستير في تخصصي وأحصل على أخرى في مجال الإدارة وأن أقوم بعد ذلك بالألتحاق بكلية عسكرية أجنبية اتخرج منها ضابطًا لأرضي تطلعات من حولي وأثبت استحقاقي بأن أكون وسطهم عبر تحقيق كل ما يطلبون وكل ما يحلمون به .. هذا ليس انهزامًا .. بل هو تغير في التوجه وتغير في الأهداف نتيجة إدراك جديد في تراتبية الأهمية الحقيقيه لعدة أمور ..

وحتى ان انتهت هذه السنة الجامعية بدرجة يعتبرها حولي غير مشرفة وعنى ذلك أنه لا مكان لي بينهم مما يستوجب طردي من البيت وحرماني من كل حقوقي الطبيعيه .. فهي ليست نهايتي بقدر ما هي بداية جديده لحياة جديده بعيدا عن "جلباب أبي" كما يقولون .. سأسعى ما استطعت لأعوض كل الأيام التي مضت واجهد في تحقيق ما أود أنا تحقيقه .. لا ما يوده غيري ..


امضيت بعض ساعات أقرأ مدونات عديده لشباب وشابات عدة تمنيت من خلال ما قرأته لهم لو أني أعرفهم عن قرب .. شعرت بالسعادة بعدها دونما أي سبب .. لربما كانت لأيقاني أخيرًا بأن هناك أفرادًا قد يشكلون يوما عائلةً وأصدقاء أقرب لي ممن هم عائلتي وأصدقائي اليوم ..

أفكار عديده تتصارع بداخلي الآن .. أظنها جلية الوضوح من خلال ما كتبت ..

كم أود فعلا لو أني لي من استطيع البوح إليه صراحَةَ دونما تكتم أو تحفظ .. عسى أن تتحقق هذه الأمنية قريبا ..

الآن .. كونوا سعداء ..

دمتم بكل خير وصحة ..

3:47 م

لم ندون؟

لم أدون؟

كلما فتحت مدونتي مر هذا التساؤل علي .. يا ترى هل يمر هذا التساؤل عليكم أيضا؟

كثيرا ما أقترب من اغلاق المدونة نهائيا .. لأنني لا اجد جوابا شافيا لتساؤلي ..
أنا لست بصاحب رسالة كبعض المدونين كمعاويه وعبدالله وبدر وغيرهم .. فلم أكتب وأخذ هذا الحيز من  الإتساع اللامتناهي للشبكه العنكبوتيه .. هؤلاء وجودهم ضرورة فعلا، وإن قرر أحدهم يوما أن يتوقف عن التدوين أو الهذونه كما يسمونها فأنا أول من يطالبهم بالعودة إليها ..
ولا أكتب لتسجيل يومياتي كما يفعل الكثيرون لعدم إقتناعي بأن الإنترنت مكان مناسب لأن يشارك الناس فيه خصوصياتهم .. ولا يعني هذا أنني أتهم من يفعل بأنه مخطئ ..
رغم عدم قناعتي بهكذا استخدام للأنترنت إلا أنني في حالات معينه فعلت .. منذ أقل من أسبوع وضعت مدونة طويله أحكي فيها كل ما يجري معي لأنني فعلا كنت بحاجة لأن أشارك أحدا بما بما يجري معي .. إلا أنني سارعت بعدها بحذف تلك المدونه ..
أحسست يومها بالنقص وأنني أكتب في ها العالم الإفتراضي بحثا عن أصدقاء لا أجدهم على أرض الواقع .. ولأنني أبحث عن القبول في عالم خيالي لأنني لا أقدر عليه في العالم الحقيقي ..
لا أكتب لأشارك العالم بعبقريات أفكاري ..فانا لست بفيلسوف ولا قاص ولا شاعر ولا محلل ولا ناقد .. ولا حتى متذوقا لمثل هذه المتجات الأدبيه .. وأبعد كل البعد عن الأدب ..

لا أود التوقف عن التدوين .. ففتح المعابر بين العقل والأصابع لتمر تلك الرسائل الكهربائيه منه مباشرة إلى أطرافهن لتنول نقرا على لوحة المفاتيح له مفعول جميل في إراحة النفس وأن أملأ محيطي سكونا ..

لا زلت أبحث عن إجابه ..

لعنة "البلاد"

هذه اللعنة حلت على الكثير منا نحن اصحاب البلادين الذين نقطن العاصمة. عانيت منها الكثير شخصيا، ولا زلت أعاني، لولا رحمة الله تعالى علي بأن رزقني فرصة الدراسة خارج الوطن في هذه السنين..

تتطلب مني لعنة "البلاد" أن أزور أقاربي ومعارفي في البلاد في كل نهاية أسبوع وفي كل الإجازات طالت أو قصرت وفي أي فرصة ممكنه. تعودت في كل يوم أربعاء أن أشد حقائبي.. أطفئ المفاتيح الكهربائيه بغرفتي وأتأكد من قفلها .. أستقل السيارة وأنطلق بها إلى أقرب محطة وقود لأملأ خزان الوقود أكمله إستعدادا للترحال لل "بلاد".

الطريق إلى البلاد يستهلك ما يقارب الساعتين والنصف من الوقت ذهابا ومثله إيابا أقضي أول ساعة منهما مستمعا إلى ما تقدمه الإذاعه من برامج أكثرها ممله وسخيفه تقدمها مذيعات "مايعات" ومذيعين "تفول" يتحاورون بين الفينة والأخرى بمتصلين من ذات النوع. كم مرة تسببت غميضتي مما أسمع في أن أغلق المذياع بكل عنف. في الباقي من وقت هذا المشوار الملعون تضعف الإشارة ولا أجد ما أسلي به نفسي، فأنا حتى اليوم لا أملك شريطا واحدا ولا أسطوانه. أحاول الدندنه مع ذاتي وبين الفينة والأخرى أحاول ضبط المذياع على "FM 70.2" لأستمع إلى ما تبثه القناة البريطانية العربيه من أخبار وحوارات.

نادرا ما اتوقف في ذاك المشوار، فأنا لا أحب إطالته أكثر. أتوقف للضرورات فقط كالصلاة أو التزود بالوقود إن نفذ، أو ربما لتحريك عضلات جسمي. أصل للبلد، وخلال ساعه أو ساعين أزور الفردين الوحيدين المتبقين من العائله هناك وكلاهما يعيش منفردا بذاته في منزل لوحده. بعد ذلك اتركهما لمشاغلهما لأذوذ إلى بيت العائله في البلد وأمضي باقي وقتي هناك وحيدا بينما الفراغ والملل يقتلانني. وخلال فترة بقائي اعاود الزيارة عدة مرات.

أحيانا تطول مدة بقائي أكثر إن صادف وجود أفراد آخرين من عائلتي فأقضي معهم ما يقارب نصف يوم "متقرفصا" في المجلس أو الحوش مستمعا إلى ذات القصص التي تعودت على سماعها منهم عن فلان وعلان. فلان شكى بأخوه مره ثانيه في المحكمة. وفلان الآخر ما اعطى جاره ماي يسقي. وفلان ما باغي يساهم في تصليح الفلج. وغيرها من القصص التي لا تقدم ولا تؤخر وطبعا ليي الهدف منها الوصول إلى حل أو أخذ عبرة بقدر ما هيه شتيمه في الناس وسخرية منهم. تصيبني هذه الجلسه ب "لوعان" تزيد حدته في كل مره.

مؤخرا بدأت في التساؤل عن ضرورة هذه الزيارات. فأولا: الفردين المتبقيين بالبلد كبار في السن ويحتاجان لمن يعتني بهما ورغم توفر السبل لعيشهما مع بقية العائله في مسقط يصران على البقاء في البلد بنفس الطريقة لوحدهم. لم؟ لا أجد سببا مقنعا. ثانيا: أليس الأجدر إستغلال كل هذا الوقت الثمين الذي يذهب هدرا إما في التنقل ذهابا وإيابا لساعات او في حضور مجالس لا فائدة منها في شيء يعود بالمنفعه. كذلك كل هذه المبالغ التي تصرف على وقود للتنقل وكتكاليف صيانة مضافة نظرا للمسافة الطويله التي تقطع، وكذلك ما يصرف على الإبقاء عى بيتين واحد في العاصمه وواحد آخر بالبلد، ألا يفترض أن تنفق في أوجه أكثر نفعا وفائده. هناك أيضا مخاطر الطريق والمضار الصحية الناتجة عن البقاء جلوسا لفترات طويله. عند موازنة كل هذه الأمور يتضح لي جليا أن سالفة البلاد لعنة حلت علي.

يا جماعة: موطن الإنسان وبلاده وين ما يوجد رزقه. الإنسان ما ينسى أصله بس هذا العصر فيه أمور أهم، والمفروض كل إنسان يوازن ويقيس كل جزء من حياته وإن كانت عادات كبر عليها.

والله تبارك وتعالى يقول: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون}.

 

والسلام عليكم ورحمة الله

....................................................................................




اليوم وبينما انا أسبر أغوار الشبكة العنكبوتيه بحثا عما أسلي به نفسي وجدت روابط لأربع أسطوانات مضغوطه سجلت أثناء مهرجان مسقط العربي للعود. الغريب في الأمر أنني لم أسمع بهذا المهرجان سابقًا ولم أجد هذه الأسطوانات في أي من محلات السلطنه رغم انه أقيم في سنة 2005 ميلادي. بدأت في تحميل الأسطوانات وإلى أن يكتمل التحميل بحثت عن معلومات أكثر عن هذا المهرجان. وجدت مقالات عديده تتحدث عن المهرجان وتفيض شرحا وإسهابا في تفاصيله وأهميته، وكل هذه المقالات في صحف غير عمانيه بينما الصحف العمانيه تناولته بإيجاز شديد. هنالك فقط خبر صغير في جريدة الوطن بعنوان جلالة السلطان يشمل برعايته السامية مهرجان مسقط العربي للعود  ولم أجد أخبار او مقالات أخرى بأي من الصحف العمانيه على شبكة الإنترنت.

أعلم أن الحدث قديم .. ولكنه ذكرني بحدث آخر جديد هو Oman..OMan!
عمان أوومان .. عبارة عن عرض موسيقي راقص أقيمت منه عدة عروض مؤخرا في أمريكا. العرض يشارك فيه مجموعة من الفنانين العمانيين وأخرى من لوس أنجيليس واوشنطن. صمم العروض ديبي آلن، واحده من أشهر مصممي عروض الباليه والرقص في أمريكا. وألف الموسيقى الحاصل على جائزة جرامي أرتورو ساندوفال.
العرض يحكي على وجه الخصوص قصة شابين يتشاركان غرفة في إحدى الكليات العسكريه عماني يدعى يوسف، والآخر أمريكي من أصول أفريقيه يدعى جوزف. ولعدم معرفة أي منهما بلغة الآخر يستخدم كلاهما الحركه، الموسيقى، الأغاني والرقص لفهم بعضهما والأصول والخلفية الثقافيه التي يتحدران منها.
أول عرض أقيم في مركز كندي بالإشتراك مع مركز السلطان قابوس الثقافي بواشنطن بتاريخ 12 مارس وأستمرت العروض حتى 15 مارس من السنة الحاليه.
لا اعلم مقدار التغطيه الإعلاميه التي وجدها الحدث في السلطنة وأكاد أجزم أنها كانت جدًا بسيطة إن وجدت. لم أحضر ولكن علمت من أجد الأمريكيين الذين حضروا بصحبة أطفالهم أن العرض كان جميلا للغاية وأعطى صورة حسنة عن السلطان وعن الشعب العماني من خلال سرد كثير من المجريات التاريخيه والمعلومات عن عمان والإسلام، واستمتع به الصغار كما استمتع به الكبار. يبدوا كذلك أن الحدث لاقى اعجابا جماهيريا كبيرا حيث بيعت كل التذاكر للعرض مبكرا.
حاولت البحث عن مقاطع فيديوا وللأسف لم أوفق.

علامات استفهام كثيرة تتبادر إلى ذهني دائما عندما اعرف عن أحداث وفعاليات تهم السلطنة وتقام في كثير من الأحيان بها او برعايتها من خلال وسائل إعلام غربيه. بينما وسائل الإعلام المحليه لا تذكر شيئا عنها او لا تعطيها حقها. أليس من المفترض أن تسوق جهات الإعلام المحليه لأحداث كهذه وأن يعلم المواطن بها قبل غيره ويكون على إطلاع بمجرياتها. ألا يفترض كذلك أن تتوافر منتوجات مثل هذه الأحداث كالمعزوفات والمسرحيات وغيرها للمواطن قبل غيره عبر التلفزيوت والراديو فيستزيد ويتمتع بمنتوج بلده ومواطنيه. وألا يتوجب كذلك أن تعرض بشكل بارز في واجهات البلد كالمطارات والموانئ للقادمين إلى عمان بحيث تكون وسيلة تعكس تاريخ عمان وثقافتها بلدا وشعبا. هذا غير فائدتها المادية المحتمله وتشجيعها للسياحة. وهنا أقصد السياحة التي تستهدف فئة معينة: المثقفة الواعية، لا كل من هب ودب.

أيضا إلى متى ستبقى مواقع رسميه للحكومه وأخص بالذكر موقع وزارة الإعلام والتلفزيون ومواقع الصحف الرئيسيه كصحيفة الشبيبه والوطن وعمان وغيرها من المواقع التي يفترض ان تكون عنوانا للبلد في كل مكان ولأي من يرغب في التعرف على عمان عن كثب قديمة بالية تفتقر إلى الإحترافية والفعالية في توفير أغراضها الأساسيه. ألا تتوافر لدينا القدرات الماديه والقدرات والكوادر اللازمه لتطوير هذه المواقع وغيرها لترقى بها إلى المستوى الذي يتناسب مع العصر الجديد قلبا وقالبا.
ما هو مقدار التقدم التي احرزته الجهات الحكوميه في توفير خدماتها عبر مواقعها وللتحول نحو الحكومه الإلكترونيه وتقليص الإجراءات الطويله المعقده والبيروقراطيه التي تعاني منها حاليا خصوصا مسألة مراجعة عدة جهات لقضاء غرض معين. الأيس من الأسهل أن تتوافر شبكات داخليه بين كل الجهات الحكوميه تسهل تلك الإجراءت على الموظفين وعلى المراجعين فتقلص الوقت والجهد وتزيد من الفاعليه. بل وتسهل عملية أرشفة المواضيع المختلفه وعمل الإحصائيات وغيرها. بم قامت اللجنة الوطنية لتقنية المعلومات التي أُنشأت بقرار وزاري سنة 1998 م وهيئة تقنية المعلومات التي انشأت بمرسوم سلطاني سنة 2006 م.
الخدمات التي توفرت حتى الآن هي التالي:
  دفع المخالفات المرورية   بوابة التبرعات للجمعيات الخيرية   خدمات أصحاب العمل والمؤمن عليهم   باحث عن عمل/ صاحب عمل   طلب تأشيرة   الدفع الإلكتروني   الاستفسار عن المستندات المفقودة   البوابة التعليمية   مركز القبول الموحد   الاستمارات الذكية   الخدمات الحكومية التجارية   وزارة البلديات الإقليمية الاستمارات الخدمية   دليل مسقط التجاري   دليل مسقط العقاري   بلدية ظفار نماذج الرخص   النشرة الإحصائية الشهرية   وزارة المالية طلب رقم حساب مستفيد   سوق مسقط للأوراق شاشة التداول   تسجيل واقعة الميلاد   تسجيل واقعة الزواج   البطـاقـة الشخصية   بـطاقـة الإقامــة   بـطاقـة الإقامــة   تسجيل واقعة الطلاق

القائمة تحتوي عدة عناوين جذابة ولكن عند النقر على تلك الروابط نجد أنها لا زالت بحاجة إلى الكثير من التعديل والتحديث لتصل الى المستوى المطلوب. كذك لا زال هناك المزيد للإضافه. لا أجد مسوغا للبطئ في اضافة المزيد من الخدمات وتفعيلها لا سيما وأن معظم الخدمات يمكن شرائها كقوالب وبرامج جاهزه عبر الشركات التقنيه التي توفرها.

لا أجيد كتابة خاتمة لأي موضوع أبدأ فيه.. لذا اترككم مع روابط لتحميل أسطوانات مهرجان مسقط العربي للعود:

مضت السنين الجامعية سريعا وخلال أقل من 4 أشهر سأحصل على شهادة الهندسه بإذن الله الموفق
كحال الكثيرين ممن يمرون بنفس المرحله بدأت بالتفكير في المرحلة القادمه .. مرحلة البحث عن عمل
حتى الآن لا املك صورة واضحه عن المكان الذي ارغب بالعمل فيه .. ولا حتى في أي قطاع اود التوجه اليه .. سواء القطاع الخاص او القطاع الحكومي. حاولت المقارنة بين الإثنين كثيرا وما زادني التفكير والمقارنة بين الإثنين إلا أرقًا ..
فالقطاع الخاص، وهنا اعني شركات البترول ومن ضمنها الشركة الوطنية، تمنح رواتب اعلى مقارنة بتلك الممنوحة في القطاع الحكومي، وتعطي بعض التسهيلا الماليه كالقروض الميسره بلا فائده وغيرها. كذلك يفترض أن الموظف بمثل هذه الشركات تتوفر له الفرصه (وفي أحيان أخر يرغم)  لتطوير نفسه من خلال التدرب المتمر والإختبارات والكفائات الواجب الحصول عليها للإستمرار في العمل والحصول على الترقيات. كذلك فإن العمل في هذا القطاع الفرصه للتعامل مع اجناس مختلفة من البشر ذويي خلفيات متنوعة قد تمنح الفرصه لي لتطوير نفسي والإكتساب من خبراتهم وتجاربهم اللتي تختلف عن المعهود. 
غير ان هذا القطاع يعاني للأسف من عدة امور عجيبه تطغى على كل مميزاته. من ضمن تلك الأمور ساعات العمل المرهقه التي تأكل اليوم أكلا. هنالك خياران، الأول العمل قرب ميناء الفحل في العاصمة مسقط بدأء من الساعه الثامنه كل صباح وانتهاءًا بالساعه الرابعه مساءًا خمسة أيام بالأسبوع. هذا ناهيك على المشوار بين محل العمل ومكان اقامتي الذي سيكون طويلا نظرا لبعد المسافة والزحمة الخانقة التي تعيشها مسقط.   أما الخيار الثاني فهو العمل اسبوعين في احدى الصحاري القاحله والبقاء "أون كول" لمدة اربع وعشرين ساعه يوميًا خلال تلك الفترة ثم العودة أسبوعين في اجازة ..  ولا أفضل اي الخيارين لأسباب عديده ..
كذلك، وها من اسواء ما ينفرني ويغيضني من هذا القطاع، تجد ان الوافد في الشركه يحصل على راتب يتعدى في بعض الأحيان ثلاثة اضعاف ما يحصل عليه الموظف المحلي ذو نفس المؤهل والكفائه والأداء في العمل. بل وفضلا عن ذلك توفر له العديد من المميزات والتسهيلات الأخرى التي لا تتفور بتاتا لمثيله المحلي. منها على سبيل المثال امكانية اختياره لأحدى الفلل اللتي تتوافر في سوق العقار ويتم استئجارها له من قبل الشركه. يضاف على ذلك توفير الرعاية الصحية والتعليميه بأفضل المؤسسات الخاصه له ولأفراد عائلته. وغيرها الكثير. فكيف يفترض بي العمل في مكان لا اجد اني احصل فيه على كافة الإمتيازات التي يجدها فيه غيري ممن يتساوى معي في المؤهل والأداء؟!! بل والأسوأ اذا كنت مديرا على أحد هؤلاء  فإن هناك احتمالا كبيرا بأن يكن راتبي منقوصا عن راتب من يعمل تحت مسؤولييتي وإمرتي بأكثر ثلث راتبه! فكيف يشيع الحس بالتراتبية في الدرجه الوظيفيه اذا كان الموظف في جهة ما يحصل على راتب اعلى ومميزات أفضل عن تلك التي يحصل عليها مسؤوله لا لسبب مقنع وإنما فقط لأنه أجنبي..
عموما هذا موضوع طويل يحتاج لبحث وتقص واسع لإحتواء جميع جوانبه.
أيضا هل سأجد فرصة للعمل بهذا القطاع ونحن نسمع عن ملايين من الموظفين (ذويي الخبرة الطويله بنفس المجال، بينما انا صاحب مؤهل دونما اي خبرة قط) وهم يسرحون من وظائفهم بمختلف بلدان العالم ويضافون إلى سلسة الباحثين عن عمل؟ 

ننتقل الى القطاع الحكومي .. رواتب هذا القطاع اقل نوعا ما بتلك في القطاع الخاص ولكن اذا قورن بعدد ساعات العمل وتوفر راتب تقاعدي افضل فلا مفاضلة بينه وبين الفطاع الخاص من اناحية الماديه.
من ناحية اخرى فإن هذا القطاع لا تتوفر به فرص كثيرة للتقدم والإرتقاء خصوصا أن كثيرا من (ولا نقول كل) المؤسسات الحكوميه لا تتوفر بها خطط للنهوض بقدرات الموظفين وكفائاتهم، ناهيك عن توفر أدوات ومقاييس لتقييم جودة وأداء الموظفين بالمؤسسه، ولا حتى لتقييم اداء المؤسسة ذاتها أصلا، ما أدى لإنحدار مستويات كثير من الأجهزه الحكوميه وموظفيها.

تراودني فكره بين الفينة والأخرى تدغدغ رغبتي الدائمه بالإنخراط بمجال الأعمال والتجارة. والفكره هي الرضي بأحد تلك الأعمال الحكوميه السهله التي لا تتطلب جهدا وتوفر لي الكثير من وقت الفراغ. أستغله فيما بعد لأمضي الوقت مع بعض من اعرف من المدراء والتجار الهنود الكبار الذين حووا كنوزا من المال وبحارا من السيوله وممتلكات عديده هنا وهناك رغم انهم دخلاء على هذا البلد. فأمضي معهم الى اجتماعاتهم وانصت لحواراتهم مع شركائهم ومدرائهم وارى كيف ينجزون أعمالهم ويديرون اموالهم، فأتعلم كل صغيرة وكبيره ومن يعلم، علي في يوم من الأيام أكون مثلهم.
لحسن الحظ اعرف كثيرا من هؤلاء ممن التقيتهم لأول مره عندما كنت لا ازال في العاشره او الثانية عشر من عمري حيث التقيتهم عن طريق احد المهندسين الذين كانوا يزورون احد اعمامي دائما نظرا لمعرفته بهم. اليوم وبعد عشرة سنين هذا المهندس واصحابه ضاعفوا ثرواتهم عشرات المرات، بل وتحولت كثير من اعمالهم لشركات دولية بعد ان كانت محليه. والحديث عن هؤلاء ايضا طويل .. وقد اعود اليه لاحقا

سأحاول ترك هذا الموضوع والا اشغل عقلي به حتى تنتهي السنه ولعل الله تعالى يفتح لي بابا جديدا وفرا غابت عني ..  

___________________ خاتمه بسيطه على نمط معاويه__________________

ويمكن بعد معاوية يسوي لي واسطه في الوزارة بو يشتغل فيها ههههه صاني اسمع منه يعرف مديره ودوم هوه وياه سايرين جايين وا مو تقول معاوية؟

على العموم اتمنى ما ادخل السجن ولا يحاكموني كما الزويدي .. تراني ما قلت شيء غير بو اسمعه من الناس وبو شفته بعيوني يوم كنت اتدرب في الشركه ومن كلام موظفينها نفسهم وحدهم ولاد الحمراء  ولا العمانيين. اما على الكلام بو عن المؤسسات الحكوميه صاه هذا شيء اشوفه بعيوني وكل الناس تقوله وتعرفه وانا ما قلت غير بو اسمعه وشفته .. عن نوبا تقولوا انا اطلع كلام من عندي ولا جالس افتري

___________________________________________________