Ambiguous Spirit

Hallucinations of a Lost Spirit




مر هذا العيد كغيره من الأعياد الماضيه .. باردا كئيبا، وقضيته كالعاده وحيدا ..
استيقضت كما في كل صباح .. متأخرًا .. وليس ذلك ناتجًا عن كسل .. وإنما هو الأرق الذي صار سمة ليلي ..
خطوت بضع خطوات خارج الغرفه لأغتسل .. كان الماء باردًا .. لا عليه .. لعله يعيد بعض النشاط إلى جسمي المرهق من قلة النوم ..
بعدها ارتديت بعض الملابس .. لم تكن جديده .. وقد توقفت عن شراء الملابس الجديده للعيد منذ سنين مضت .. منذ أن رحلت عن بلدي ..
جلستُ إلى شاشة حاسبي المتنقل .. أو كما يحب أن يسميه واحد مِن مَن أعرف "الصنم" .. فلكثرة جلوسي أمامه أصبحتُ كأحد الوثنيين .. يعبُدُ صنمه .. لآ أحب هذا التشبيه ولكن لا ألوم صاحبي ..
هذا الجهاز هوه مؤنسي الوحيد .. وهو سبيلي الوحيد إلى محادثةِ من أُحب ..

عمومًا .. تفقدت كافة حساباتي الألكترونيه .. لعلي أجد تهنئة من أي من أعرف ..
للأسف لم أجد .. وفي حقيقة الأمر لم أكن أتوقع ذلك .. ولكنه الأمل الي دفعني للتأكد ..
تفقدتُ كذلك هاتفي النقال .. بحثت عن أي أثرٍ على شاشته يدُلُ على أتصالٍ أو رسالةٍ من أيٍ كان .. وكذلك لم أجد ..
هيه ليست المرةَ الأولى .. بل الثامنه .. وعلى التوالي ..
هكذا كانت كل أعيادي الثمانيه التي مضت ..
رميت الهاتف بعيدا من أثرِ الغضب .. ولكنني رغم ذلك تأكدتُ من أن لا يصيبه أي سوء ..

عُدت إلى الحاسب .. وتأكدتُ من أن حالتي "أونلاين" في جميع حساباتي ..
لم أفعل ذلك لأنني كنتُ أنتظرُ أحدًا ممن أعرف أن يدخُلَ ليؤنسني .. أو حتى للسلام ..
فمن لا يجد من وقته ما يكفي لكتابة رسالة قصيره لا أظنه سيجِدُ الوقت لمحادثةٍ قد تطول ..
إنما كان لأتأكدَ أن من أُحب ستجدني منتظرًا إياها عندما تدخل ..
كنت واثقا من دخولها للإطمئنان علي .. ولتؤنسني ..
هيه الوحيدةُ اللتي ارسلت لي التهنئه .. رسالةٌ جميله كتبتها بنفسها .. وليست ككل باقي رسائل المعايدات اللتي يتداولها الناس ..
أستلمتها بينما كنت نائمًا .. أبتهجت لأستلامها .. ولما بها من كلماتٍ صادقه ..
أعدت قرآتها عِدةَ مرات ومن ثَم غفوت ..

بينما كنت منتظرًا دخولها .. حاولتُ أن أرسِلَ رسائل تهنئةٍ إلى كل من فرد من أهلي ..
هيه عادةٌ لم أتوقف عنها .. حتى خلال الأعياد الثمان الماضيه ..
أكتب رسالة إلى كل فرد .. أعايده فيها بطريقتي .. ومن ثم أتطمن بالسؤال عن مواضيع تخصه ..
الدراسه .. أو الجامعه .. أو المشروع الذي يعمل عليه .. سواء كان مشروع بناء منزل .. أو زواج .. أو بحث عن عمل .. أو غيره ..
وأختم رسالتي بدعاء بسيط في أن يوفقهم الله تعالى ويعينهم على كل خير .. وأن يجعل حياتهم عامرة بالأفراح والمسرات ..
لا أعلم لم كنت أفعل هذا دائما .. رغم أنهم من يتوجب عليهم السؤال عني .. فأنا المغترب منهم ..
أهو طبع خيرُ بداخلي .. أم هوه لأحسسهم بالذنب .. لا أعلم ..
بعد أن أنتهيت من أول رساله .. وحاولت ارسالها .. أكتشفت أن رصيدي لا يكفي ..
حاولت إعادة تعبئته .. ولكن كان النظام معطلا من شركة الإتصالات ..
حسنا .. ربما هيه إشارة إلى أنه لا داعي لأن أفعل ذلك .. لا داعي لا داعي ..
تركت الهاتف .. وانتظرت دخول حبيبتي بلهفة ..

أتت لاحقا .. وأمضيت باقي يومي مستأنسا بحديثها الحلو .. الذي لم أمل منه يوما .. ولن أمل ..
شكرا لك لوجودك في حياتي .. وشكرا على كل لحظة تقضينها معي ..




5 التعليقات:

Fashkool يقول...

يبدو أننا كلنا في الهم شرق أخي العزيز .. لا تبتأس، ربما الوحدة أكثر إشراقاً في ظل شوقٍ لحبيبة

Ammar Almamari يقول...

شعور مشترك عزيزي رغم إستمتاعي بوجود هذا الشعور فرغم تقطب حواجب أغلب مواطني هذا البلد الذي أنا فية و عدم إندراج الإبتسامة بين شفراتهم الجينية إلا أني أستمتع بطريقتي الخاصة

عموما إسمحلي أن أهنئك الأن فكل عام و أنت بخير

تحياتي

Hamed Ghaithi يقول...

زرتُ هذه المدونة الساعة، وأعجبت بالكلمة والصورة والديكور.
أنت جميل حقاً.. بالتوفيق.

Ambiguous Spirit يقول...

شكرا لمروركم جميعا
وكل عام وأنتم بخير

العاب تلبيس بنات وميكياج يقول...

افضل شركة عزل خزانات بالرياض
عزل مائي بالرياض كشف تسرب المياه بالرياض شركة تنظيف بالبخار بجدة شركة مكافحة حشرات بالرياض تنسيق حدائق بالرياض شركة تنسيق حدائق بالرياض